بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلى على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
يقول الأبن:
كانت لأمي عين واحدة
...وقد كرهتها لذلك....
---------------
كانت تسبب لي الإحراج
وكانت تعمل طاهية في المدرسة التي أتعلم فيها لتعيل العائلة
---------------
ذات يوم
في المرحلة الابتدائية جاءت لتطمئن علي
أحسست بالإحراج الشديد فعلاً...
كيف تفعل هذا بي؟
تجاهلتها,
ورميتها بنظرة مليئة بالكره....
---------------
في اليوم التالي قال لي احد التلامذة.....
أمك بعين واحده....
---------------
وحينها تمنيت أن أدفن نفسي
وأن تختفي من حياتي
---------------
في اليوم التالي واجهتها:
لقد جعلت مني اضحوكه,
لم لا تموتين؟
--------------
لكنها لم تجب
لم أكن متردداً فيما قلت ولم أفكر بكلامي لأني كنت غاضباً جداً
لم أبالي لمشاعرها
فأردت مغادرة المكان
--------------
درست
وحصلت علي منحه للدراسة في سنغافورة
وفعلاً.. ذهبت... ودرست.... ثم تزوجت..... واشتريت بيتاً.... وأنجبت أولاداً
....
وكنت سعيداً مرتاحاً في حياتي
-------------
وفي يوم من الأيام...
أتت أمي لزيارتي ولم تكن قد رأتني من سنوات ولم ترى أحفادها أبداً
وقفت على الباب وأخذ أولادي يضحكون
صرخت:
كيف تجرأتِ وأتيت لتخيفي أطفالي
أخرجي حالاً
أجابت بهدوء:
(آسفة... أخطأت العنوان على ما يبدوا..)
واختفت
-------------
وذات يوم وصلتني رسالة من المدرسة تدعوني لجمع الشمل العائلي
فكذبت على زوجتي وأخبرتها أنني سأذهب في رحلة عمل
بعد الاجتماع ذهبت إلى البيت القديم الذي كنا نعيش فيه, للفضول فقط
!!!!
أخبرني الجيران أن أمي توفيت
لم أذرف ولو دمعة
قاموا بتسليمي رسالة من أمي
---------------
ابني الحبيب لطالما فكرت بك
أسفة لمجيئي إلى سنغافورة وأخافت أولادك
كنت سعيدة جداً عندما سمعت أنك سوف تأتي للاجتماع
ولأني قد لا أستطيع مغادرة السرير لرؤيتك
اسفة لأنني سببت لك الإحراج مراتٍ ومرات في حياتك
--------------
هل تعلم
...
لقد تعرضت لحادث عندما كنت صغيراً وقد فقدت عينك
وكأي أم لم استطع أن أتركك تكبر بعين واحدة....
ولذا أعطيتك عيني....
وكنت سعيدة وفخورة جداً لان أبني يستطيع رؤية العالم بعيني...
---------------
... مع حبي ....
... أمــــــــك .....
---------------
آآآآآآآه لو نعلم كم تضحى الام من أجلنا ونحن لا ندرى
اللهم ارزقنا برها و حبها على الوجه الذى يرضيك عنا