السبت يناير 15, 2011 12:06 am
المشاركة رقم: المعلومات الكاتب: اللقب:
مؤسس المنتدي
الرتبه:
الصورة الرمزية
البيانات الجنس : عدد المساهمات : 4321 نقاط : 62532 تاريخ التسجيل : 01/06/2010 العمر : 38 العمل : معلم
الإتصالات الحالة: وسائل الإتصال:
موضوع: غسلونى وكفنونى ودفنونى وانااااااا اتنفس السبت يناير 15, 2011 12:06 am غسلونى وكفنونى ودفنونى وانااااااا اتنفس حملونيـ. . . وغسلونيـ ...!! وكفنونيـ..!! أحسستٌ بتعب وببعض الألم.. اتجهتُ إلى أمي اشتكي إليها كعادتي .. تحسست جبهتي براحتها النقية .. ثم ناولتني مخفضا للحرارة وقالت لي : حرارتك مرتفعه قليلاً .. اذهب وارتاح وبإذن الله ستكون بخير ..نفذت ما قالته والدتي...واستلقيتٌ على سريري... شعرتُ بالنعااااااااااس...!! وحينها .. أحسست ببرودة شديدة في أطرافي حاولتُ تحريك أصابع قدمي فلم استطع !! شعرتُ بشيء يسري في أوصالي !!أيقنتُ وقتها أنهـ... الموتـــــــــ ..لامحالهـ !! مرّت سنوات عمري كلها أمام عيني في لحظات.. كم أذنبت ؟!! وكم أسرفت ؟!! وكم قسوت ؟!!وكم؟؟ ...وكم؟؟ ....وكم؟؟ كيف سألاقي ربي وهذه افعالي!!! لم أعد اشعر بشيء ,,,, سوى بتسارع أنفاسي ضيقاً شديدا في صدري... لســــــــــــــــــاني!! مالذي جرى له هو الآخر ؟؟؟ لا استطيع الكلام ..حاولتُ أن انطق بالشهادتين ...ولم استطع حتى أن اراجع أقوالي!! لـ ـ ــحــ ـ ـظــ ــات ............ وسكن كل شيء ... ولم يعد في هذا الجسد روح ... فقد فاضت لخالقها ...........دخل أخي الغرفة ... نادني ..... ونادني فلم اجبه...... ظنّ بأنني نائم .. اقترب مني وحركني فلم اجبه أيضا ...أسرع إلى أمي .... جاءت أمي وحملتني في حضنها... نادتني وحركتني بقوة .. وهي تناديني... وما من مجيب لها !!! ليتني استطيع أن أرد عليكِ يا أمّـــــــــاه.. كم تجاهلت نداءِك حين كنت استطيع الإجابة .....دوت صرخة من أمي ملأت المكان... استيقظ أبي من قيلولته ... جاء يركض فزعاً ... سمع صراخ أمي وبكاء إخوتي...الذين تجمهروا حولي!!! حملني...واسندني...وكذلك ناداني... ولم يجد مني جواب.......!!! ردد...لاحول ولا قوة إلا بالله...إنا لله وإنا إليه راجعون..!! أغمض عيناي وأغلق فمي ........ وغطـــــــــاني ...!! لازالوا يبكون .. وضعوني ليلتها في غرفة باردة...باردة جداً !! هذا صوت عمتي.... وتلك الأخرى جدتي... كلهم هـــنا يبكون فقدي...تلك تقول ..كان رحمة الله عليه...... وكان.... والأخرى تقول كان ..... وكان....أتُراهم يذكرونني بالخير!!!!!!! أم يغتابونني كما كنت افعل بالناس...!! وفي اليوم التالي...~!! جاؤوا إلي وحملوني... ووضعوني على تلك الخشبة ... التي طالما خفت منها... وكنت ابغضها.. والآن وضعوني عليها عنوة ...دون أن يأخذوا برأيي..!! بدأوا بقص ملابسي... ونزعها.. لم استطع منعهم!! فقد أصبحت جمـــــــــــــادا!! غســـــلوني... وطهروني... وبذ لك البياض لفّوني وكفنوني!!!! وهنا جاء دور الأحباب والأصحاب.... ليودعونني الوداع الأخير!! انهالوا عليّ بقبلاتهم... ودموعهم قد ملأت عيونهم.. وبعدها.....حملوني على الاكتـــــــــــــــــــاف!!]] لا إلـــــــــــــــه إلا الله [[ قالوها بعد أن حملوني... تلك الكلمات التي كنت أخاف سماعها... واهربُ حتى لا أرى منظر الجنازة ... ولكن الآن لا مفر لي فقد أصبحت.... ( جنــــــــــــازة ) وضعوني بالسيارة..حيث سيأخذونني إلى مسكني الجديد !! الدنيا لم تعد كما كانت... أراها بااااااااهته... لاشيء يوحي بالجمال فيها...!! وصلنا إلى ذلك المسجد .. ولكن ليس على قدميّ.. بل......... محمول على الاكتــــــــاف!! وضعوني وبدأوا بالصلاة ... وبعد أن انتهوا ... عادوا وحملوني من جديد.. ليذهبوا إلى تلك المقبرة!! ... كم هو إسمها جااااف!! تلك الحفرة التي هناك ... هي بيتي الجديد!! التراب مبللا ... يبدو أن مطرا أصاب هذه المقبرة... كم كنت اعشق اللعب بالتراب ... والعبث بالطين مع الصغار ولكني اليوم سأسكن هنا ... وكل ما حولي تراب!!!!وضعوني وبداوا بوضع التراب فوقي.. ما هذه الظلمـــة الحااااالكة!!! لقد دفنـــــــــــــــــــــــــوني !!! ودفنوا معي كل ذكرياتي... فقد تناثر مابقي مني مع ذرات التراب..رحلتُ عن هذه الدنيا رحيلا بلا عودة.. أحسستُ ببرودة على جبيني...فتحتُ عيني !!فإذا بها أمي الغالية...وضعت كفها على جبيني لتطمئن عليّ... قمتُ فزعا..أتصبب عرقاً.. فما شاهدته ليس بهيّن!!!!! رأيتُ تلك الورقة على حافة سريري.. وقد كتبت بها قبل فترة..((كن متفائلا فالحياة بين يديكِ)) مزّقتها..... وعلى شفتيّ ابتسامة باااااااهتة .... يخالطها... خوف من الموت... ورغبة في الجنة... ورجاء في عفو الخالق.....~~ليسـ الا للعظه والعبرهـ ... ذهب من العمر مايكفيـ ..!! ولم يبقى الا القليلـ . . سارعوو!!أسأل الخالقـ لي ولكمـ حسن الخاتمهـ